قصر هلال المدينة الشهيدة
نعم انها الشهيدة لأنها كانت تعج بالمصانع الصغيرة و المتوسطة و الكبيرة.
فصناعة النسيج كانت منتشرة في كل المنازل من الزرد للنسيج للخياطة، فهو مورد رزق
الهلالية، و انتشرت في المدن و القرى المجاورة و اصبحت قصر هلال قطبا صناعيا كما
كانت في الماضي قطبا صناعيا بالات الخياطة القديمة. فانتشرت المغازات للبيع بالجملة
و استقبلت الزبائن من كل انحاء البلاد من شمالها الى جنوبها و غربها كما كان
اخوتنا في الجزائر من الحرفاء الكبار.
و منذ 1990 لم تسلم المدينة من عصابة السوء و حاولوا القضاء على صناعتها و
تجارتها و كانت في البداية عصية عليهم الا انهم ركزوا الديوانة على كل المنافد و
حاصروها حصارا مرعبا و اغرقوا السوق المحلية بالسلع المستوردة رخيصة الثمن و رديئة
الجودة.
فانهارت الصناعة واضمحلت المعامل الصغيرة و المتوسطة و الكبيرة، ولم يبقى الا
النادر و القليل و بقيت مدة تتخبط في الفراغ ثم انتشرت من جديد مغازات الملابس
الجاهزة و استورد الهلالية السلع من الخارج و اعانوهم على القضاء على الصناعة في
المدينة.
وفقدت عائلات مكافحة معروفة مصانعها و باعت ارزاقها و منها من افلس لسداد
الديون المتخلدة بالذمة و لتسريح العمال المكلف و خلاص الضمان الاجتماعي.
لان شعار الهلالي " ماري و ما تكونش حسود " فهو يرهن الدار و
يبيع الرزق لإقامة مصنعه و لا يستجدي الا الله.
فالحكومات المتعاقبة لم تنجز في
ولاية المنستير الا بعض المصانع : كمصنع النسيج في المنستير لكنه افلس و معمل
صقانس للأثاث و افلسوه و معمل النسيج بالمكنين افلسوه و 2 معامل اجر في جمال باعوا
منه واحد و لم يبقى الا معمل النسيج بقصر هلال و لا يشغل الا نسبة 10٪
من الهلالية. ثم انتشرت مصانع قانون 72 و استقبلت قصر هلال وفودا من الفتيات و نزح
معهن اعداد هائلة من العائلات و الشباب، هذه المصانع لا تشغل الا 1٪
من ابناء الجهة.
هذه هي قصر هلال الشهيدة انها قلعة نضال دائم و دؤوب فمنذ القدم كانت قصر
هلال مدينة النسيج و حتى عي احلك الاوقات بعد الحرب العالمية الثانية قلت الخيوط و
كادت الآلات العتيقة ان تتوقف الا ان الهلاليات المكافحات صنعوا خيوطا من مظلات
الجنود و استعملوا الفواضل القديمة و التي كانت تستعمل للطابونة.
فالهلالي كان نساجا و جامع الزيتون و فلاحا يزرع الحبوب في جهة القيروان في
الحريف و يحصدها في الصيف.
قننوا دخول السلع و نحن نستطيع تشغيل الشعب التونسي كله، نعدكم بذلك.
خالد